شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
142080 مشاهدة
باب ما جاء في الرقى

سؤال: شخص يقوم برقية مَن يأتيه بالرقى الشرعية الواردة عنه -صلى الله عليه وسلم- وبما جاء في صحيح الكلم الطيب لابن تيمية والوابل الصيب لابن القيم ويأتيه بعض الناس ممن بهم أمراض عضوية، كالسرطان والتقرحات وغيرها، فيقوم بقراءة القرآن وبعض الرقى الثابتة عنه -صلى الله عليه وسلم- وبعض الرقى المجربة الخالية من الشرك، ثم يقوم -بعد التأكد من موضع الألم- بالقراءة والنفث على يده اليمنى، ومسح موضع الألم؛ اقتداءً بعمله -صلى الله عليه وسلم- عندما كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: اللهمَّ ربَّ الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا وبأمره لعثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- عندما شكا له وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له -صلى الله عليه وسلم- ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: بسم الله، ثلاث مرات، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر فهل عمله هذا -وهو وضع اليد على مكان الوجع- جائز? وهل يفهم من قوله -صلى الله عليه وسلم- للصحابي: ضع يدك أن وضع اليد من أسباب الشفاء، علمًا بأنه قد جرب ذلك كثيرًا، وشفى الله الكثير من الرجال والنساء؟
الجواب: لا بأس بالرقية على هذه الصفة، فإن القرآن شفاء كما وصفه الله -تعالى- قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ولا بأس أيضًا بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه، كما إنه يجوز القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله، وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة، والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة، ثم يمر بيده على ذلك الموضع مرارًا؛ ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله تعالى .